الثلاثاء، 3 يناير 2017

مَلَكَ الفُؤَادَ




مَلَكَ الفُؤَادَ بِحُبِّهِ وَتَمَنَّعَا
مَا صَانَ حَقَّ الحُبِّ فِيَّ وَمَا رَعَى


سَلَّ الفِرَاقَ عَلَى الوِصَالِ تَعَنُّتاً
وَأَبَى بِأَنْ نَبْقَى عَلَى اللُّقْيَا مَعَا


مَا بَالُهُ مَا بَالُ رِقَّتِهِ غَدَتْ
صَخْراً أَصَمًّا جَامِداً مُتَقَنِّعَا


مَاكَانَ قَلْبِي يَسْتَطِيْعُ تَحَصُّناً
مِنْ حُسْنِهِ الفَتَّانِ لَمَّا أَنْ دَعَا


لَكِنْ إِذَا رُمْتُ الوُصُوْلَ لِوَصْلِهِ
يَأْبَى عَلَيَّ تَجَبُّراً وَتَرَفُّعَا


عُلِّقْتُهُ حُباًّ نَقَياً صَادِقاً
أَهْدَيْتُهُ بَاحَاتِ قَلْبِي مَرْتَعَا


رَاشَ الفُؤَادَ بِرِمْشِهِ وَفُتُوْنِهِ
ظَبْيٌ عَلَى عَرْشِ الجَمَالِ تَرَبَّعَا


وَهُوَ الَّذِي حَازَ الجَمَالَ جَمِيْعَهُ
وَمَضَى يُعَدُّ لِكُلِّ حُسْنٍ مَرْجِعَا


يَمْشِي يَتِيْهُ بِحُسْنِهِ وَدَلاَلِهِ
أَسَرَ النُّهَى وَالقَلْبُ زَادَ تَوَلُّعَا


يَا جَنَّةَ الحُسْنِ البَدِيْعِ تَرَفْقِي
فَجَهَنَّمُ الأَشْوَاقِ تَشْوِي الأَضْلُعَا


يَا لَهْفَ رُوْحِي كَيْفَ أَحْيَا دُوْنَهُ
كَيْفَ التَّصَبُّرُ والوِصَالُ تَصَدَّعَا


سأظلُ في حُبِّي عَلَى أَبْوَابِهِ
مَا كُنتُ مُنْصَرِفاً قنوعاً مُقْلِعَا


إِنَّ الجَفَاءَ لِمَنْ أَحَبَّكَ مُوْجِعٌ
وَالحُبُّ إِنْ طَالَ الجَفَاءُ تَقَشَّعَا


فَامْنُنْ بِوَصْلِكَ وَاشْفِ لَوْعَةَ عَاشِقٍ
وَاطْوِ النَّوَى وَصْلاً وَحُباًّ مُشْرَعَا



.