مَلَكَ الفُؤَادَ بِحُبِّهِ وَتَمَنَّعَا
مَا صَانَ حَقَّ الحُبِّ فِيَّ وَمَا رَعَى
سَلَّ الفِرَاقَ عَلَى الوِصَالِ تَعَنُّتاً
وَأَبَى بِأَنْ نَبْقَى عَلَى اللُّقْيَا مَعَا
مَا بَالُهُ مَا بَالُ رِقَّتِهِ غَدَتْ
صَخْراً أَصَمًّا جَامِداً مُتَقَنِّعَا
مَاكَانَ قَلْبِي يَسْتَطِيْعُ تَحَصُّناً
مِنْ حُسْنِهِ الفَتَّانِ لَمَّا أَنْ دَعَا
لَكِنْ إِذَا رُمْتُ الوُصُوْلَ لِوَصْلِهِ
يَأْبَى عَلَيَّ تَجَبُّراً وَتَرَفُّعَا
عُلِّقْتُهُ حُباًّ نَقَياً صَادِقاً
أَهْدَيْتُهُ بَاحَاتِ قَلْبِي مَرْتَعَا
رَاشَ الفُؤَادَ بِرِمْشِهِ وَفُتُوْنِهِ
ظَبْيٌ عَلَى عَرْشِ الجَمَالِ تَرَبَّعَا
وَهُوَ الَّذِي حَازَ الجَمَالَ جَمِيْعَهُ
وَمَضَى يُعَدُّ لِكُلِّ حُسْنٍ مَرْجِعَا
يَمْشِي يَتِيْهُ بِحُسْنِهِ وَدَلاَلِهِ
أَسَرَ النُّهَى وَالقَلْبُ زَادَ تَوَلُّعَا
يَا جَنَّةَ الحُسْنِ البَدِيْعِ تَرَفْقِي
فَجَهَنَّمُ الأَشْوَاقِ تَشْوِي الأَضْلُعَا
يَا لَهْفَ رُوْحِي كَيْفَ أَحْيَا دُوْنَهُ
كَيْفَ التَّصَبُّرُ والوِصَالُ تَصَدَّعَا
سأظلُ في حُبِّي عَلَى أَبْوَابِهِ
مَا كُنتُ مُنْصَرِفاً قنوعاً مُقْلِعَا
إِنَّ الجَفَاءَ لِمَنْ أَحَبَّكَ مُوْجِعٌ
وَالحُبُّ إِنْ طَالَ الجَفَاءُ تَقَشَّعَا
فَامْنُنْ بِوَصْلِكَ وَاشْفِ لَوْعَةَ عَاشِقٍ
وَاطْوِ النَّوَى وَصْلاً وَحُباًّ مُشْرَعَا
.