ذَكَرتُكِ فَانْهَلَّتْ مِنَ البُعْدِ أَدْمُعِي
وَ فَارَقْتُ لِلبَيْنِ المُفَرِّقِ مَضْجَعِي
خَياَلُكِ فِي فِكْرِي وَ عَقْلِي مُجَسَّدٌ
وَ ذِكْرَاكِ فِي نَفْسِي فَأَنْتِ بِهَا مَعِي
كَلاَمُك مَنْقُوْشٌ عَلَى كُلِّ أَضْلُعِي
وَ صَوتُكِ مِثْلُ الشَّهدِ يَحْلُو بِمَسْمَعِي
وَ مَهْماَ
ابْتَعَدْنَا أَوْ تَنَاءَتْ دِيَارُنَا
فَإِناَّ عَلَى نَأْيِ الدِّيارِ بِمَجْمَعِ
فَيَا جَنَّتي قَدْ جُنَّ عَقْلِي لِجُنَّةٍ
أَصَابَتْ كِلاَنَا لَمْ تَدَعَ أَيَّ مَفزَعِ
تَنَامَتْ مُعَانَاتي فَإِنِّي لَمَيِّتٌ
وَ قَدْ عُلَّقـَتْ رُوْحِي إِلَى حِيْنِ تَرْجِعِي
وَ بِتُّ أُرَاعِي النَّجْمَ أَذكُرُكُمْ بِهِ
وَ أُحْيي لَيَالِ الوَصْلِ أُطْفِي تَوَجُّعِي
وَ أَبْكِي لأَيَّامٍ سَأُصْلَى بِحَرِّهَا
وَ لَسْتُ مُلاَقِيكُمْ فَياَ سُوْءَ مَطْلَعِي
مَتَى
تُشْرِقُ الدُّنْيَا بِنُوْرِ بَهَائِكُمْ
مَتَى يَنْجَلِي حُزْني وَيَرْقَأُ مَدْمَعِي
مَتَى تَرْجِعُ الرُّوْحُ الشَّرُودُ لِجِسْمِهَا
وَ تُحْيِي خَيَالاً لَفَّ قَلْبِي وَ أَضْلُعِي
حَمَلْتُ رِحَالِي نَحْوَ دَارِكِ قَاصِداً
وِصَالَكِ لمْ أَقْنَعْ وَ لمْ أَتَضَعْضَعِ
وَ أُنْسِي بِتِرْحَالي إِلَيْكِ مَحَبَّةٌ
هِيَ الزَّادُ فِي سَيرِْي إِلَيْكِ وَمَطْمَعِي
سَنَطْوِي كِتاَبَ البُعْدِ بِالوَصْلِ وَاللِّقاَ
وَ نَنْعِيْ حَيَاةَ البَيْنِ دُوْنِ مُوَدِّعِ
************