الاثنين، 5 فبراير 2018

قصيدة ( الخروف الأحمق )




جَاءَ للدُّنيا خَرُوفاً أَحْمَقاَ

جَاهِلاً غِرًّا سَفِيهاً أَخْرَقاَ


هَمُّهُ المَرعَى وَلَهوٌ عَابثٌ

غَافِلاً عنْ كلِّ شَرٍّ أَحْدَقاَ


أمُّهُ كَمْ تَعِبَتْ في نُصْحِهِ

لا تَكُنْ قَاصٍ إذا تَبْغِي البَقاَ


قَدْ رَآهُ الذئبُ يَلْهُو وَحْدَهُ

وَتَمَنَّى أَكْلَهُ لَوْ حُقِّقاَ


فَدعاهُ الذئبُ لِلَّهْوِ مَعاً

فَأَجَابَ الذئبَ جَهلاً صَدَّقاَ


لَعِبَا وَالذئبُ يَنْوِي سَحْبَهُ

نَائِياً يُغْرِيهِ حَتى يَلْحَقاَ


حَسِبَ الذئبَ صَديقاً مُخْلِصاً

لَوْ دَرَى عَاقِبَةَ الأمْرِ اتَّقَى


بَعْدَمَا غَابَا تَلاشَتْ بَسْمَةٌ

عَنْ مُحَيَّا الذئبِ لَمَّا وَثِقاَ


زَمْجَرَ الذئبُ وَأَبْدَى نَابَهُ

وَالخَرُوفُ الغِرُّ يَعْدُو فَرَقاَ


مُدْرِكاً كَمْ كَانَ أَعْمًى قَلْبُهُ

وَلَكَمْ كَانَ غَبِيًّا أَحْمَقاَ


لَمْ يُراعِي الذئبُ مِنُهُ سُؤْلَهُ

وَبُكَاهُ المُرُّ كَيْمَا يَرْفَقاَ


غَرَزَ النَّابَ بِهِ في حَلْقِهِ

غَصَّ بِالعَبْرَةِ حَتَّى أُزْهِقاَ


مَنْ يُصَاحِبْ خَصْمَهُ مُسْتَأْمِناً

نَالَهُ السُّوءُ وَأَضْحَى مِزَقاَ


*****************************************