الثلاثاء، 8 فبراير 2022

قصيدة ( ملحمة التأسيس )

 


بِلاَدِيْ لَيْسَ تُشْبِهُهَا الْبِلَادُ
فِدَاهَا الرُّوْحُ يَعْشَقُهَا الْفُؤَادُ

بِلَادِي قِبْلَةُ الدُّنْيَا جَمِيْعاً
وَ يَهْفُوْ نَحْوَ قِبْلَتِهَا الْعِبَادُ

تَأَسَّسَتِ الْبِلَادُ بِعَوْنِ رَبِّيْ
وَ مِنْ نَجْدِ الْإِبَا حُزِمَ الْعَتَادُ

بَنَوْ دِرْعِيَّةَ الْأَمْجَادِ دِرْعٌ
وَ عَاصِمَةٌ تَقُوْدُ وَ لَا تُقَادُ

وَ مُنْطَلَقاً لَهُمْ لِبِنَاءِ حُكْمٍ
وَ مِنْهَا كُلَّمَا انْطَفَأَتْ تُعَادُ

وَ أَسَّسَهَا مُحَمَّدُ بِنْ سُعُوْدٍ
وَ كَانَ لَهُ مِنَ الْمَوْلَى سِنَادُ

وَ سَارَ مُلُوْكُ آلِ سُعُوْدَ تِبْعاً
عَلَى التَّأْسِيْسِ مَا مَالُوا وَ حَادُوا

ثَلَاثُ مِئِيْنَ مِنْ مَجْدٍ لِمَجْدٍ
مِنَ التَّأْسِيْسِ لِلْيَوْمِ امْتِدَادُ

وَ قّوَّى رُكْنَهَا دِيْنٌ حَنِيْفٌ
عَلَيْهِ تَوَحَّدُوا وَ بَنَوا وَ شَادُوا

لَنَا آلُ السُّعُوْدِ مُلُوْكُ عَدْلٍ
وَ شَرْعُ اللهِ فِي الْحُكْمِ الْعِمَادُ

أَتَى عَبْدُالْعَزِيْزِ عَلَى خُطَاهُمْ
أَعَادَ الْمُلْكَ تَحْمِلُهُ الْجِيَادُ

وَ لَمَّ شَتَاتَ شَعْبٍ فَوْقَ أَرْضٍ
وَ قَوَّى الْجَمْعَ حُبٌّ وَ اتِّحَادُ

وَ ثُمَّ بَنُوْهُ حَتَّى الْيَوْمَ صَانُوا
بِلَادَهُمُ بِحُكْمِهِمُ وَ ذَادُوا

وَ قَائِدُنَا أَبُو فَهْدِ الْمُفَدَّى
لَهُ مِنَّا الْوَلَاءُ لَهُ الْوِدَادُ

وَ نَائِبُهُ الْهُمَامُ رُؤَىً وَ فِكْراً
لَهُ عَزْمٌ وَ يَحْدُوهُ اجْتِهَادُ

وَ نَحْنُ جُنُوْدُهُمْ فِي كُلِّ أَمْرٍ
وَ فِي الْهَيْجَاءِ إِنْ دَارِتْ شِدَادُ

فَلَيْسَ كَمِثْلِنَا فِي الْأَرْضِ شَعْبٌ
وَفِيٌّ لَيْسَ لِلْأَعْدَا يُرَادُ

نُطِيْعُ وُلَاتَنَا وَ نَصُوْنُ عَهْداً
نَرُصُّ الصَّفَّ وَ الْعَادِيْ يُبَادُ

فَهَذِي دَوْلَةٌ باِلْخَيْرِ قَامَتْ
تُضِيءُ الْكَوْنَ إِنْ عَمَّ السَّوَادُ

وَ مَهْمَا حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُوْرٍ
لَهَا إِلَّا تَعُوْدُ وَ إِنْ أَعَادُوا

حَبَاهَا اللهُ مِنْ نِعَمٍ وَ فَضْلٍ
بِمَا قَامَتْ فَطَابَ لَهَا الْحَصَادُ

وَ صَارَتْ دَوْلَةً عُظْمَى بِحَقٍّ
إِلَيْهَا حَلُّ أَمْرٍ وَ انْعِقَادُ

وَ مِنْهَا الْخَيْرُ قَدْ عَمَّ الْبَرَايَا
وَ كُلُّ الْخَلْقِ بِالْخَيْرِ اسْتَفَادُوا

أَدِمْ يَارَبِّ مِمْلَكَتِي بِخَيْرٍ
وَ زِدْهَا الْفَضْلَ مَا خَطَّ الْمِدَادُ


شعر : علي عبدالله الحازمي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق